إنها الحرب ياصديقي …
أتَخالُها لعبة، أتَحسَبُها نزها
غُبارها يعمي الأبصار، ونيرانها تنهش في الأبدان
أَأُخبِرُك عن يدي التي قُطعت، أم عن قدمي التي بُتِرت
في ملامح وجهي تُشاهد التعبَ
تُشاهد مأساة أطفالِِ تُركوا بلا مأوى
تُشاهدُ وجهَ زوجةٍ قد شَوهتها الحرب
تُشاهد دموعَ أُمٍ تنتظر وحيدها
أتسألني عن الحرب ؟
سأخبرُك عن الدماء التي سُكبت
وعن الأعراضِ التي انتُهكت
عن قصص وروايات لمآسي، وأحزان لا تنتهي
إنها الحرب يا صديقي ..
يتغير فيها الناس، يُصبحوا كالوحوش الكواسر لا يرويهم إلا الدم
في الحرب الجميع يحارب الجميع
لايهم من المنتصر ، لا يهم من الأقوى
المهم أن نتقاتل، أن نشبع رغبتنا بالقتل
حتى يُصبح منظر الدماء كأجمل لوحة فنية
هذه هي الحروب ، مدمرة، هادمة، شعواء
لا تميز بين أحد، الجميع وقود له
يقولون إنهم يريدون الحرب ليَعمَ السلام !
عن أي منطق يتكلمون ؟
وعن أي سلام يتشدقون به؟
نعم سيأتي يوم وتنتهي الحرب
وسيقف الذينَ أشعلوا فتيلَ الحرب ِ
على أطلال أوطانِهم، ورُفات شعوبهم
ليصفقوا … ليحتفلوا بانتهائها
بعد أن امتلاءت جيوبهم
فعن أي حرب تسألني
ابقىَ في بلاد الغرب ولا تعد، ونحن لنا الله يا صديقي