دعونا نتفق خلال مناقشتنا فيروس كورونا (covid-19) المستجد أن نبتعد عن الجانب السياسي و الجانب الاقتصادي لهذه الجانحة وأن نكتفي بإلقاء الضوء على الجانب الطبي فقط.
لكن عندما بدأنا بدراسة الموضوع بتفاصيله والتوسع فيه، وجدنا !
أن الموضوع لا يمكن البحث فيه من زاوية واحدة فقط، لأنه معقد وكل الأمور تختلط ببعضها، و يجب التحدث عن كل جوانب جانحة فيروس كورونا (covid-19) حتى يتم الإحاطة بالموضوع بشكل صحيح، عسى أن نستطيع فهمه بطريقة أوضح وأشمل.
كيف ظهر فيروس كورونا (covid-19)
سنبدأ من البداية :
من مدينة ووهان في الصين حيث انتشر فيروس كورونا (covid-19) عن طريق أكل الخفافيش ومن ثم انتقال فيروس كورونا (covid-19) للإنسان ….
ولكن لحظة لو سمحتم .. هل من هناك بدأ الموضوع فعلًا؟
أم إن البداية كانت عام ٢٠٠٢ حيث ظهر فيروس السارس وهو من سلسلة الكورونا!
ولماذا لا نقول إن فيروس كورونا (covid-19) بدأ من بداية الحرب الاقتصادية والسياسية والبيولوجية بين أمريكا والصين من ضمن الحرب الخفية بينهم، ونرصد السؤال المهم الذي يشغل العالم..
هل صحيح أنه تم تصنيع فيروس كورونا (covid-19) في مختبرات إحدى الدولتين منذ فترة طويلة واستخدم الآن لأغراض سياسية واقتصادية ؟
سندع السؤال بلا إجابة، وننتقل لفكرة أخرى …
من المؤكد لن تغيب عنا نظرية “بل جيتس” الذي اقترح أن يتم تطبيق اللقاح على كل البشر وزرع الشريحة الالكترونية التعريفية للإنسان ID2020 التي توضع تحت الجلد، وهي بحجم حبة الأرز لتسهيل عملية تتبع الشخص الذي زرعت به.
فالشريحة تتضمن معلوماته الشخصية ووضعه الصحي ووضعه الأمني ومكانه وكافة حساباته ومعلوماته البنكية وحتى ممكن من خلال الشريحة قتل الشخص وبالتالي يمكن لزارع الشريحة التحكم بالعالم والسيطرة عليه.
وهناك رأي آخر يتبنى فكرة التخطيط من قبل الشركات العالمية الكبرى للسيطرة على العالم والتحكم به، وانتهاء عصر زعامة الدول، وهذا ليس بجديد ولكنه مرحلة جديدة من مراحل نظام العولمة الذي فرض على العالم.
ومن خلاله أصبح العالم كله يأكل نفس الطعام مثل الكورن فلكس والهامبرغر والبيتزا والدجاج المقلي الخ ….
وهذا الطعام مصنع في مصانعهم، وأغلب الناس تلبس من مجموعة ماركات محددة لشركات هم مالكينها، ويضعون أموالهم في البنوك التابعة لهم، والجميع يستعمل أجهزة الموبايل والكمبيوتر والسيارات التابعة لهذه الشركات الذين هم أيضاً يملكونها.
في السنوات السابقة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبدء تفعيل نظام العولمة تم اخضاع العالم كله لهذا النظام الجديد، ولكن ظهرت بعض الدول التي شذت وخرجت عن الخط المرسوم لها مثل الصين وغيرها من الدول، لذلك كان لابد من اخضاع الجميع وإعادتهم ضمن منظومة العولمة.
وفي هذه المرحلة الجديدة فيروس كورونا (covid-19) سيتم إخضاع جميع الدول لتدخل ضمن النظام العالمي الأوحد.
حسناً … حسناً …
اعتقد أنكم أضعتم الفكرة الاساسية مثلي تماماً، وقد ابتعدنا عن الموضوع ..
أم أننا اقتربنا من فهم الموضوع واكتشاف ماذا يحصل ؟!
دعونا لاننساق خلف النظريات والمؤامرات والتنظير من قبل بعض الأشخاص على السوشيل ميديا لأننا لن نتوصل لشئ !
ماهو فيروس كورونا (covid-19) وماهي أعراضه ومراحلها؟
نعود لنبحث في الجانب الصحي والطبي …
أول من اكتشف فيروس كورونا (covid-19)
هي عالمة الفيروسات البريطانية “جون ألميدا” عام ١٩٦٤ في مختبر مستشفى “سانت توماس” بالعاصمة لندن، وقد اكتشفت سلسلة من الفيروسات المتحولة سميت بالكورونا.
وفي عام ٢٠٠٢ ظهر فيروس سارس أو مايسمى متلازمة الالتهاب التنفسي وكان مكان ظهوره أيضاً في الصين، وحدثت أول وفاة من هذا الفايرس عام ٢٠٠٣.
وبعدها بعدة أعوام عادت سلالة الكورونا بصورة جديدة بما يسمى فيروس ميرس.
والآن في ٢٠٢٠ جاءت الجانحة بصورة فيروس كورونا (covid-19)، وسمي بفيروس كورونا المستجد
وجميعها من سلالة الكورونا.
السارس، وميريس، وفيروس كورونا (covid-19)
لهم نفس الأعراض تقريباً مع بعض الأختلافات البسيطة وطريقة الانتشار والعدوى مع أن أخطرهم هو فيروس كورونا (covid-19).
لن نخوض ونتوسع كثيراً بتفاصيل هذا الجانحة، فالعالم كله الآن يعرف أعراض فيروس كورونا (covid-19) وهي حسب ما أخبرتنا به منظمة الصحة العالمية وكيفية الوقاية منه ومدى خطورته وانتشاره السريع.
فيروس كورونا (covid-19) تكمن الخطورة فيه أنه يدخل جسم الإنسان ويبقى فيه حوالي ١٤ يوم
وهي المرحلة الأولى وتسمى حضانة الفيروس
وخلال هذه الفترة المصاب لا يشعر بأي مشاكل لديه ويزاول حياته بشكل طبيعي ويخالط الناس وينقل العدوى دون أن يعرف أنه مصاب
وفي المرحلة الثانية من فيروس كورونا (covid-19)
والتي تمتد لسبعة أيام، تبدأ الاعراض بالظهور وهي شبيهة بنزلة البرد أو الزكام.
وفي اليوم الثالث وهي المرحلة الثالثة من فيروس كورونا (covid-19)
يبدأ ضيق التنفس وشعور بالحمى والوهن بشكل عام، وبعدها يتفاقم الوضع ويبدأ الجسم بفقدان السوائل والحاجة للتدخل الطبي من خلال اجراء تفريغ للسوائل في الرئتين و إعطاء بعض الادوية التي تزيد المناعة وتساعد الجسم على مقاومة المرض.
والمرحلة الرابعة من فيروس كورونا (covid-19)
والتي يصبح المريض غير قادر على التنفس ويحتاج لأجهزة التنفس ومن الممكن أن يتدهور الوضع سريعاً و يدمر الفيروس الرئتين تماماً و في هذه الحالة يكون غالباً المريض فوق سن الستين أو عنده أمراض مزمنة مثل القلب أو غيره من الأمراض.
أما عن كيفية انتقاله، فقد أكد الخبراء أن فيروس كورونا (covid-19) لا ينتقل بالهواء إلا من خلال العطس أو السعال أو رذاذ الفم. لذلك ينصحوا بترك مسافة بين الاشخاص في حدود مترين.
فيروس كورونا (covid-19) يبقى على الأسطح من خمسة ساعات ولغاية خمسة أيام حسب درجة حرارة الجو وعوامل أخرى.
ويبقى أننا لا نعرف كيف سيختفي فيروس كورونا (covid-19)، مع العلم أنه في الوقت الراهن لايوجد لقاح له.
وحسب أقوال منظمة الصحة العالمية أن الاختبارات للحصول على لقاح تحتاج لأكثر من سنة أو سنتين وفي النهاية ممكن أن ينجحوا وممكن أن لا ينجحوا.
ففي حالة فشلهم هل سيتبخر فيروس كورونا (covid-19) من تلقاء نفسه؟
مفاجأة اكتشاف اللقاح
بعد كل هذه التصريحات من منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات الطبية بشأن صعوبة اكتشاف اللقاح بفترة قصيرة، فجأة تطل علينا الولايات المتحدة الامريكية وتصرح أنها اكتشفت اللقاح وهو جاهز لطرحه في الأسواق، وبعدها تصرح المانيا أيضاً بجاهزية اللقاح، وتتبعها الصين وروسيا…
ولانعلم من سيلحق بهم من الدول معلناً اكتشافه اللقاح.
كيف حدثت هذه المعجزة خلال أقل من عشرة أشهر، يتم أكتشاف لقاح وتجربته وإنتاجه إنها فعلاً معجزة.
أول من أعلن أكتشاف لقاح فيروس كورونا (covid-19) هم الروس في شهر أغسطس ٢٠٢٠
حيث أعلنت شركة “sputnik v” أكتشاف اللقاح وجاهزيته للبشر ونسبة فعاليته هي ٩٢٪
وقد تم حقن اللقاح في جسد ابنة الرئيس فلاديمير بوتن في حركة دعائية للقاح …
ثم أعلنت شركة “moderna” الأمريكية في شهر اكتوبر اكتشافها للقاح فيروس كورونا (covid-19) وإنه فعال بنسبة ٩٤.٥٪، وتلتها شركة “pfizer”الامريكية معلنة اكتشافها للقاح ونسبة فاعليته ٩٠٪.
أما في المانيا فقد أعلنت شركة “biontech”جاهزية اللقاح وفعاليته بنسبة ٩٠٪
أما في الصين فقد تم تصنيع وكانت نسبة فاعليته ٩٠٪
وعلى الفور سارعت الدول لتحجز حصتها من اللقاح.
فالولايات المتحدة الامريكية طلبت ١٠٠ مليون جرعة
الاتحاد الأوروبي طلب ٣٠٠ مليون جرعة
اليابان طلبت ١٢٠ مليون جرعة
كندا طلبت ٢٠ مليون جرعة
بريطانيا طلبت ٣٠ مليون جرعة
وجميع الطلبيات كانت موزعة بين ثلاث شركات وهم:
“moderna biontech pfizer”
أما اللقاح الروسي والصيني فلم يلاقي الزخم الإعلاني والاعلامي، ولم يجد من العالم نفس درجة قبول اللقاحات الأخرى.
فقد صرح “توماس بوليكي”وهو مدير برنامج الصحة العالمي في بيان له “سلك الروس كثيراً من الطرق المختصرة، ليس من الصعب تطوير لقاح، الصعب إثبات أن اللقاح آمن وفعال”.
معظم الأوبئة التي مرت على البشرية كان لها نهايتان:
الأولى؛ أن يتم اكتشاف لقاح أو دواء لها مثل ما حصل في وباء الجدري مثلاً.
والثانية؛ أن يتعايش الناس مع الوباء
مثل ما حصل مع “الانفلونزة الاسبانية”
التي أودت بحيات ملايين البشر و أنتهت حين حدثت طفرة جينية بالفايروس أدت لكي يكون أقل فتكاً وهو ما نراه اليوم من انفلونزا موسمية اعتيادية.
وهذا هو المرجح و المتوقع من فيروس كورونا (covid-19) مع العلم أن منظمة الصحة العالمية لم تصنفه كوباء بل جانحة وذلك خوفاً من حالة ذعر وهلع ممكن أن تصيب الناس.
في حالة فيروس كورونا (covid-19) هناك احتمالية أن الجو الحار يوثر عليه سلباً أو أن تحدث له طفرة جينية تخفف من ضرره أو تحدث مناعة للبشر فيكون تأثيره عليهم ضعيف، هذا في حال لم يتم اكتشاف لقاح فعال.
أثار الإغلاق الذي فرضته معظم دول العالم كوقاية من فيروس كورونا (covid-19)
دعونا ننتقل إلى زاوية أخرى نناقش الأثار التي نتجت عن الإغلاق الكلي أو الجزئي الذي تم تطبيقه في العالم كله ونرصد إيجابياته وسلبياته على المجتمع والفرد والكون بشكل عام.
ولنأخذ على سبيل المثال نظام الصحة الذي ظهرت الثغرات فيه، وعدم فعاليته في احتواء الوباء، والقصور والتخبط الذي كان واضحاً في أغلب الدول مثل أمريكا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا مع العلم أنهم يرصدوا لهذا القطاع المليارات من الدولارات.
وهناك نظام التعليم الذي استُبدل بنظام التعليم عن بعد، وأيضاً لم يكن على المستوى المطلوب والذي انهار تماماً في كثير من الدول لعدم كفاءته وعدم الإستعداد له بشكل صحيح.
أما النظام التجاري والإقتصادي وبسبب الإغلاق كانت هناك خسائر كثيرة للشركات والأفراد، حتى أن كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة أعلنت إفلاسها وأغلقت أعمالها، ولو استمر الإغلاق مدة أطول فكثير من الشركات الكبرى ستنهار، وهذا كله يؤثر على اقتصاد الدول والاقتصاد العالمي الذي أصبح عاجز أمام هذه الجانحة.
ولكي نكون منصفين سنسرد بعض الجوانب الجيدة والإيجابية لهذا الأغلاق الذي سببه فايروس كورونا (covid-19) :
فحين توقفت المصانع عن العمل وقلت حركة السيارات بسبب الإغلاق أدى ذلك لتقليل الغازات المنبعثة الضارة للبيئة وانعكس ذلك بتحسن في الطبقات المحيطة بالكرة الأرضية والجو بشكل عام.
الحياة الأسرية والعائلية التي عادت الى التقارب والتألف.
العودة إلى طريق الهداية والتقرب من الله في ظل هذه الظروف الصعبة، والمزيد من التأمل والفكر الذي لم يعد نفس الفكر قبل هذا الوباء والإغلاق.
ولابد أن ننوه على تنامي دور الإنترنت في ظل هذا الإغلاق فكل شئ كان متعلق بها.
التعليم عن الذي أصبح عن بعد، والتجارة التي أصبحت أون لاين، السياحة التي أصبحت افتراضية، الصحة، التسلية …. كل شئ ….
مما سيؤدي في المستقبل لزيادة سطوة شركات الإنترنت، وظهور مهن جديدة أغلبها متعلق بالإنترنت، واندثار كثير من المهن والأعمال السابقة، وكان هذا واضح لنا تماماً خلال هذه الفترة.
إن أي شخص لايعرف كيفية التعامل مع الإنترنت أو أجهزة الأتصالات، كان في عزلة حقيقية، وفي المستقبل لن يستطيع موائمة الحياة بتاتًا.
يجب أن نعلم أنه هناك مفاهيم جديدة ظهرت وأسلوب حياة جديدة فرض علينا، لابد من التأقلم مع الوضع الجديد، والأخذ من ما يعتبره البعض إخفاقات لتكون مصدر قوة لنا لبدء أسلوب حياة جديد، فالحياة بعد الفيروس ليست كما قبله بالتأكيد.