في تركيا الوضع مختلف.
فالنجاة من الزلزال لا تعني الاستمرار بالحياة بشكل عادي، زلزال تركيا ٢٠٢٠ تذكرة لمن نسي مأساة زلزال ١٩٩٩
يقولون أن الزمن كفيل بنسيان المأسي والأحزان
فالزلازل لا تمنح الشعب فرصة للنسيان.
فكلما بدأ الناس بالتعافي من أثار الزلزال النفسية يحدث زلزال أخر، وكأنه إختبار من السماء للشعب على قوة إيمانه وتماسكه.
وربما كانت هذه من ضمن الأسباب التي جعلت من الشعب التركي، شعباً متميزاً بأخلاقة الفضيلة وحبه لبعضه البعض وتلاحمه واحترام الكبير والعطف على الصغير، وهذه ما نلاحظه في الحياة اليومية لديهم.
النجاة من زلزال تركيا ٢٠٢٠
الذي عاش تجربة الزلزال ليس كمن سمع به
فالتجربة شئ مهول وحدث جَلَّل فالحياة بعد النجاة من الزلزال في تركيا أمراً ليس بالسهل.
أطفال يلعبون وأمهات تعد الطعام والأهل مجتمعون يتسامرون ويتحدثون.
وخلال بضع ثوان ينقلب عليهم المبنى ويتهدم، ليصبحوا تحت الركام، منهم المصاب، ومنهم من حوصر تحت الأنقاض وأخرون لقوا حتفهم، من يصادفه الحظ وينجوا يعيش ليعاني من فقد الأحبة والأهل فهل سيتحمل ذلك.
يروي أحد الناجين من زلزال مقاطعة دوزجي قصته:
سيف الله أوزون من مقاطعة دوزجي في شمال غرب تركيا، حيث كان محظوظًا بما فيه الكفاية للهروب من الموت بكسر في ذراعه وضلوعه.
في 12 نوفمبر عام 1999، هز دوزجي زلزال بلغت قوته 7.1 درجة استمر 30 ثانية، مما أسفر عن مقتل 710 أشخاص وإصابة 2679.
يقول سيف الله: والذي يبلغ 53 عاماً عدت إلى المنزل بعد العمل وكنت أخطط لمشاهدة التلفزيون وحدث الزلزال الذي أودى بحياتي تقريبًا.
وأضاف وفق ما نقلت عنه صحيفة “حرييت ديلي نيوز”:
“وجدت نفسي تحت الأنقاض وبالطبع أشعر بألم شديد. الآن وبعد أن فكرت في الأمر، لم يكن الألم الذي شعرت به في صدري وذراعي شيئًا مقارنة بألم الذين مات أحبائهم”.
ويؤكد أنه كان “محظوظًا لأن المبنى الذي كان يعيش فيه يميل نحو اليمين قبل أن ينهار، والتي كانت معجزة، لأن جميع المستأجرين تقريبًا كانوا سيخسرون حياتهم إذا سقط المبنى بشكل عمودي”.
وتروي ايضاً ميرف كيران، 32 سنة، إنها كانت تطبخ عندما ضرب الزلزال المقاطعة، وشُلّت بسبب الخوف من عدم وجود شيء يمكنها القيام به.
وأضافت: “لم أستطع حتى مغادرة المطبخ بينما كان المبنى بأكمله يهتز كالورقة. لدرجة أنني كنت أرتعرش حتى العظم”.
إنها قصص مرعبة وحزينة فهل يمكن التأقلم معها.
هاجس الزلزال القادم
ويبقى لدى الشعب التركي هاجس الزلزال القادم بعد النجاة من هذا الزلزال ، متى سيحدث؟ وأين؟ والدمار الذي سيحدثه! وكمية القصص والمأسي و الأحزان التي ستنتج عنه.
هل سيكون زلزال اسطنبول الذي يقولون أنه أتي لامحاله، هو الزلازال المرتقب؟
فالخبراء توكد أنه خلال بضع سنوات سيحدث هذا الزلزال وسيكون بدرجة٧.٤ أو ربما أكثر وسيخلف حوالي ٢٠٠٠٠٠ ضحية والكثير من الجرحى والمشردين.
مع توالي حدوث الزلازل في تركيا أصبح للدولة والشعب الخبرة الكبيرة في التقليل من الخسائر وذلك من خلال
الأستعدادت من قبل الحكومة التركية لمثل هذه الكوارث
- تنامي الثقافة لدى الشعب بعدم الهلع والذعر أثناء حدوث الزلزال
- عدم استخدام السلالم والمصاعد الكهربائية
- إغلاق الكهرباء والغاز
- إتباع إرشادات الدولة
- إنتظار فرق الطوارئ والأسعاف.
هل زرت صفحة أقوال وحكم ؟ أقوال وحكم كثيرة تكلمت عن الحب
ولكن هل تكفي هذه الإجراءات للحد من غضب الطبيعة
وهل يستطيع الشعب التركي الناس التي كانت في قلب الحدث تجاوز هذه المأسي ومعاودة حياته بشكل طبيعي دون أي مشاكل وآلآم نفسية بعد النجاة من الزلزال.
ونرى الجواب في تقدم الدولة التركية وإنجازاتها الكبيرة وتفاني الشعب في العمل بجد واجتهاد والتعاضد لتجاوز أي محنة أو كارثة مستقبلية.
اقرأ المزيد زلزال ازمير المدمر