” الرسم بالكلمات لنزار قباني “
لا تطلبي منّي حسابَ حياتي
إنَّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي
كلُّ العصور أنا بها .. فكأنمَّا
عمري ملايينٌ من السنواتِ
تعبت من السَّفر الطويل حقائبي
وتعبت من خيلي ومن غزواتي ..
لم يبقَ نهدٌ .. أسودٌ أو أبيضٌ
إلا زرعتُ بأرضه راياتي ..
إلاَّ ومرَّت فوقها عرباتي ..
فصّلت من جلد النساء عباءةً
وبنيتُ أهراماً من الحلماتِ
وكتبتُ شعراً .. لا يشابهُ سحرهُ
إلاَّ كلامُ اللهِ في التَّوارةِ ..
الرسم بالكلمات لنزار قباني الشاعر السوري
واليومَ أجلسُ فوقَ سطح سفينتي
كاللّص .. أبحثُ عن طريق نجاةِ
وأديرُ مفتاحَ الحريم .. فلا أرى
في الظلَّ غيرَ جماجم الأمواتِ
أينَ السبايا ؟. أينَ ملكت يدي؟
أين البخُورُ يضوعُ من حُجُراتي؟
اليومَ تنتقمُ النهودُ لنفسها ..
وتردّ لي الطعنات بالطعناتِ ..
مأساةُ هارون الرشيد مريرةٌ
لو تدركينَ مرارة المأساةِ
إني كمصباح الطريق .. صديقتي
أبكي .. ولا أحدٌ يرى دمعاتي ..
الجنسُ كانَ مُسكناً جرَّبتُهُ
لم يُنهِ أحزاني ولا أزماتي
والحبُّ . أصبَحَ كلّهُ متشابهاً
كتشابُهِ الأوراقِ في الغاباتِ ..
أنا عاجزٌ عن عشق أيّة نملةِ
أو غيمةٍ .. عن عشقِ أيّ حصاةِ
مارستُ ألفَ عبادةٍ وعبادةٍ
فوجدتُ أفضلَها عبادة ذاتي
فَمُكِ المطيَّبُ .. لا يحُلُّ قضيَّتي
فقضيَّتي في دفتري ودواتي
كلُّ الدورب أمامنا مسدودةٌ
وخلاصُنا ..
في الرسم بالكلماتِ